- - - - - -
محك اليقين
- - - - - -
كم يحدثك ربك سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، أن أنفاسك معدودة ،
وأن يومك الذي أنت فيه قد لا يكتمل ، وأن الموت قد يهجم عليك بغتة ،
من حيث لا تحتسب ،
كم كرر عليك هذا المعنى ، وقص عليك القصص ، ليضرب لك الأمثال ،
وأنت تسمع ذلك وكأنك غير المعني ، وأن غيرك هو المراد به ..!!
بالله عليك ، لو استقرت هذه الحقيقة الضخمة جيداً في قلبك ،
وملكت عليك عقلك ولبك وحسك ووعيك ، بأن هذا اليوم الذي أنت فيه ،
قد يكون هو آخر أيامك ظهورك على هذا الدنيا ، وأنك لن تبيت إلا في عالم القبور ..!
فماذا ستكون نتيجة هذه الفكرة التي يحترق بها قلبك ، وتملأ عليك وعيك ..؟!
فكر في هذه القضية طويلا ، وتأمل فيها كثيراً ، وقلب النظر فيها مرارا ،
وأشغل بها فكرك المرة بعد المرة ، فإن لها آثارها الكبير .
ثم انتقل إلى معنى آخر أطال الله سبحانه الكلام فيه وهو يحدثك عنه ،
ويكرره عليك ، ليقرره في قلبك ، وأنت أيضا عنه ساهٍ لاهٍ ،
كأنك غير معني به !!
لو أقبلت على كتاب الله سبحانه بحثاً عن هذه القضايا
لهالك كثرة القضايا الخطيرة التي كررها عليك ربك ،
وأعاد الكلام فيها ، ونوع الحديث عنها ..
ولكن أكثر الخلق يقرأون هذا الكتاب الكريم ، ويمرون بهذه المعاني الكبيرة ،
وهم عنها معرضون..!
كما يمرون بآيات الله في كونه المنظور ،وهم عنها معرضون!
( وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) ..!!