المكان:احد احياء القاهرة
الزمان : يوم من أيام صيف عام 2070
الشخصيات :حفيدة في سن المراهقة (12 سنوات) تجلس مع جدتها (70 سنة)
الحوار:
الحفيدة: تيته ميرو إزيك..بقالى زمان ما قعدتش معاكي
الجدة: وهو أنا عارفة أتلم عليكي خالص.. ده أنا قاعدة زهقانة قوي ومش لاقية حاجة تسليني
الحفيدة: ومابتفتحيش الدش ليه يا تيته
الجدة:التليفزيون بقى ممل خالص مافيهوش غير 9700 محطة بس!.وأنا كمان ما بعرفش أغير المحطات!
الحفيدة: وإيه الحلاوة دي؟ حلو البادي اللي انتي لابساه ده..بس ده موضة قديمة قوي ياتيته !
الجدة : يا بنتي أنا ست دقة قديمة وبالبس زي ما جيلنا الصاعد اتعود وحسب التقاليد القديمة بتاعتنا
الحفيدة : أيوه بس مش حاسة إنك مخنوقة وانتي لابساه؟
الجدة: أبداً ده هو ده اللبس المحتشم اللي مفروض الكل يلبسه ويحافظ عليه..فين أيام زمان لما كنا نلبس البادي اللي مبين البطن والظهر بس، مع البنطلون الاسترتش الجلد …كانت حاجة آخر روشنة
الحفيدة : ياه يا تيته.. ده انتوا كان ليكم تقاليد غريبة خالص !
الجدة : وهو انتي فاكرة إن أيامكم دي أيام؟ يا بنتي أيامكم دي ما يعلم بيها إلا ربنا .. فين أيام سنة 2011، هي الواحدة فينا كانت تستجري تشرب سيجارة البانجو ولا تسحب لها سطر بودرة قدام أبوها؟ طب ده الدنيا كانت تتقلب ساعتها وما تتعدلش .. أمال إيه .. كان فيه حاجة اسمها أخلاق
الحفيدة: معقول يا تيته؟ للدرجة الفظيعة دي!!؟
الجدة: اومال انتي فاكرة إيه .. وبعدين كانت الست من دول ما تلبسش اللبس الخليع بتاع اليومين دول..يعني الجيبة كان ما يقلش طولها عن شبر وربع .. وكانوا الستات يلبسوا فوقيها بلوزة باستمرار ..مش زي دلوقتي! حسبي الله ونعم الوكيل!
الحفيدة : يا خبر .. وإيه كمان ياتيته
الجدة: ح أقول لك إيه ولا إيه يعني خدي عندك مثلاً .. زمان كنا نسمع الطرب الأصيل لمطربين حقيقيين زي مصطفى قمر وعمرو دياب وطبعاً كانت سيدة الغناء "شاكيرا"، وكانت الأغنية مدتها أكثر من دقيقتين متواصلين من الطرب الأصيل والموسيقى الهادية الراسية اللي تعمر النافوخ بصحيح كانوا مطربين روشين وآخر طحن، حسبي الله ونعم الوكيل!
الحفيدة: هيه يا تيته.. وبعدين
الجدة : أحلى أيام بقى كانت أيام الدراسة، الفصل كان على أيامنا رايق وعدد التلاميذ فيه ما يزيدش عن ستين سبعين تلميذة، وكنا ساعتها بنعرف نفهم الدرس كويس مش زي دلوقتي، وكانت الشوارع أيامها فاضية يعني كانت إشارة المرور تقعد ساعة إلا ربع بس لأن مصر كلها كان تعدادها 80 مليون مش أكثر، تخيلي بقى الروقان اللي كنا فيه؟ حسبي الله ونعم الوكيل!
الحفيدة : 70 مليون بس؟!!
الجدة : أمال إيه .. عشان كده كانت كل حاجة رخيصة ، يعني مثلاً كيلو اللحمة يوم ما يضربه الدم كان يبقى بخمسين جنيه أو ستين جنيه، وكان أتخن جوز جزمة بـ 250 جنيه، وكان الواحد يقدر يشتري شقة تمليك بـ 250 ألف جنيه بس..وكان الدولار بخمسة جنيه بس تخيلي بقى؟
الحفيدة : ما هو علشان كده الجواز على أيامكم كان سهل خالص، إحنا بقى خلصنا من العُقد دي..
الجدة : أُمال إيه .. ده احنا الواحدة مننا كانت بمجرد ما توصل سن 17 سنة تبتدي تفكر في الجواز العرفى على طول، وما كانش عندنا الأفكار الغريبة اللي بتعملوها دلوقتي، أنا شخصياً شايفة إن ده أوفر شوية، ده احنا يا بنتي على أيامنا كان لا يمكن البنت تتأخر بره البيت عن الساعة أتنين صباحاً، طب ده باباها كان ممكن ساعتها يخاصمها !
الحفيدة : ياي! ده انتوا كنتوا متزمتين خالص ياتيته !!!
الجدة : يا بنتي إحنا اتربينا على الأخلاق والفضيلة والعادات والتقاليد . يعنى كان أهل الفن محتشمين جداً وكانوا دايماً يطلعوا بالمايوهات البيكيني، والمذيعات كانوا يقعدوا جنب الضيف مش على ركبته زي دلوقتي.. هيـ يـ يـ يـ ـه الله يرحم دي أيام.. فكرتيني بالذي مضى حسبي الله ونعم الوكيل!
(تمسك الجدة بتليفون محمول في حجم علبة الكبريت)
الحفيدة : ح تكلمي مين يا تيته
الجدة :الحقيقة أنا كنت موصية الجزار على اتنين كيلو لحمة و اديته 600 دولار عربون وعايزة أطلبه أشوف إذا كانت اللحمة وصلت ولا لأ ..
الحفيدة :تضغط الريموت كنترول لنرى شاشة كبيرة بطول وعرض حائط الغرفة، وتظهر صوت مذيعة مصحوبا بلقطات للأنباء تقول:
المذيعة : هاي شلة! إليكم عناوين الأخبار
- أمريكا ترصد 25 مليار دولار لرأس تامر بن محمد بن أسامة بن لادن المتهم الأول في تفجير قصر السفير الأمريكي في أفغانستان
- واشنطن تتهم ليبيا بتفجير سفينة فضاء فوق كوكب المريخ
- وزير الاقتصاد د. فريد يوسف بطرس غالي يصرح: إعدام الفقراء هو الحل لخروجنا من عنق الزجاجة
- موافقة مجلس الشعب أخيرا على خصخصة معبد الكرنك
(أخبار عربية ):
- زهوة ياسر عرفات تطالب بانسحاب إسرائيل حتى حدود عام 2030، وإعلان الدولة الفلسطينية في مايو المقبل
- سيريلانكا والفلبين تطرد خمسة آلاف خادمة كويتية
- إسرائيل ترفض الإنسحاب من البصرة إلا بعد ضمان أمن مستوطناتها في بغداد
(أخبار الفن )
- زفاف المطربة صباح على حفيد الفنان الراحل راغب علامة
- رئيس قطاع الإنتاج لم يستقر بعد على بطلة فوازير رمضان ويعقد إجتماع مع السيدة توتي محمد صفوت الشريف وزيرة الإعلام الجديدة لمناقشة هذه القضية
- الفنان محمد هنيدي يهاجم نجوم الكوميديا الجدد
المذيعة: فينيش باي
الجدة: لأ بقى حسبي الله ونعم الوكيل فيكم فعلا!
(يغمى عليها)
الحفيدة :
تيته..تيته تيتاااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااه!!
شوفوا بقى بعد كدة هتوصل لايه